الحسد ...
نستعيذ بالله منه ومن الحسود ، و لكن من المستحيل بشريا أن يخلو قلب إنسان من الحسد ...إنما قل أن يصارح الانسان نفسه. أدعو كل من يقرأ هذه التدوينة أن يصارح نفسه و أن يسأل و يجيب بصدق منهم الاشخاص الذين تحسدهم
تغار منهم إن كنت تحب تلطيف العبارة ؟
مثلا، تصور أنك تحب عملك و تجتهد فيه ، و ترى الثمرة يأكلها غيرك ...ألا تفضل أن تتعفن هذه الثمرة فى فم آكلها ، و لو لم تكن لك مصلحة فى ذلك ؟! ما يضرك لو أن المسكين أكلها و هضمها و توردت من لذاذتها و جنتيه، صحة و عافية ؟
تأمل العالم حولك : بايدن يحسد لترمب خروجا مشرفا ، و ترمب يحسد للحوثيين السلام فى اليمن ، و اثوبيا تحسد لمصر مياه النهر ...فى بلادنا المواطن يحسد مسؤولي الدولة على ممتلكاتهم و الدولة تحسد للمواطن لقمة العيش ...باختصار الحمد لله انه لاسلطة للبشر على نور الشمس و الهواء.
لا أقول أنه لا يوجد حل ، و لكننا نحتاج الى مقارنة أكثر عمقا للنفس البشرية إذا كنا نريد أن نعيش ...و الانسان حين تتوفر له العدالة ، لايريد إلا رضى الله و رضى الوالدين ، و سعادة الدارين ...ليس مستحيل و لكن يحتاج الى محاسبة النفس.
المسألة جدية ...لذلك خلق الله العذاب الأبدي و أخبرنا سبحانه أن البعض ذاهب هناك لامحالة !
ما يقوم به أئمة المساجد فى الخطب لا يكفى : يمرون على ظاهرة الحسد مرور الكرام ، يحذرون منها و يستعيذون منها و لا يعرضوا لأسبابها و لا يفصلوا فى دوافعها ، لقد تطور علم النفس و يتطور منذ مئات السنين ، و لكن هؤلاء للأسف لا زال لديهم خطاب جامد منفصل عن الجمهور و فهم سطحي للنفس البشرية ...لذلك ينصرف الناس ال1يوم إلى الفقهاء المخضرمين ، الذين يجمعون بين ثقافة العصر و أصول الفقه.
ولعل الخبر الجيد أن هذه المحاضرات المفيدة ، تنتشر على مواقع التواصل و تثري الثقافة العامة للمتلقي ...من أجل نظرة أكثر إنفتاحا و حياة أكثر انسجاما مع الآخرين و تناغما مع الطبيعة.