أخبارمقالات

سؤال في الرياضة /محمد عبد الرحمن

متي المواجهة وكيف حال الجنود؟
بادئ ذي بدء علينا أن ندرك أن تدافعنا مع فرنسا ومثيلاتها أكبر من الكرة وأقدم من المونديال فهو جهاد إلي قيام الساعة.
نعم تشرئب أعناقنا إلي كل مواجهة نستشعر فيها معاني الانتصار ورد الاعتبار أيا كان، فنحن في زمن الندرة والجدب.
لكن النصر لا يكون إلا بالجهادين الاثنين الأكبر والأصغر .. هما معا في خطين متوازيبن متلازمين ، وتلك حقيقة تغيب عن واقعنا ونغفل عن استحضارها في غالب الأحيان.
شوارعنا بل طلائعنا وأجيال مستقبلنا مشدوهة إلي الملاعب والشاشات ومعرضة عمن يشوش على شدوها واحتشادها، بل على صراخها وصرير أقلامها، لكننا نحن أمة لها منهجها السوي، صراط مستقيم كان وسيظل كسيف أبي تمام في حده الحد بين الجد واللعب.
ندرك جميعا بالضرورة والتواتر أن هذه الأمة لا ترقي إلي مستويات النصر والعزة إلا بصلاح الفرد وتمحض ولائه للدين القويم واتصافه بأوصاف من رضي الله عنهم اتصافا لا محيد عنه ولا مقايضة فيه ولا تأخذنا عنه سنة ولا غيبوبة.
أجل للأمة مواسم وتمر بها أحداث لكن التاجر الحاذق لا يضيع رأس المال من أجل مكاسب آنية.
التدين الحق هو الذي يلازم المسلم ملازمة الظل لصاحبه ؛ لايحب الكافرين وإن اكفهرت دنيا الأوطان في وجهه وتزين له الباطل من خلف الحدود.
ولا يضيع صلاته وإن ارتفعت أصوات وعلت على نداء المآذن ؛ ولا يصرف أوقات عمره الغالية في التفاعل مع تدافعات هازلة ومراوغات تافهة.
ولا يفتح قلبه الثمين والصغير لقضية ليست له ولا من أجله؛ فيظل فيها عاكفا يتقمص دوافع واهتمامات عدوه وحزب عدوه.
صحيح قد نتفق في أن وسط الزحام أقوام يذكرون بقضية الأمة ويسجدون عند الحماس جهارا نهارا ويفعلون أفعالا تشبه ذلك وهذا قد يكون مهما إذا استبعدت المعاصي، لكن الأهم والأبقي أن تبقي أنت في دينك مستقيما وفي بيتك مسلما وفي شارعك مجاهدا وفي منهجك متوازنا.
أنت بعلمك وعقلك وقلبك تعرف الأجدي لك والأنفع في دنياك وأخراك، فمعصية واحدة تفعلها أنت أضر عليك من ذنوب الناس وكفر من كفر.
رتب الأولويات تكن أعقل الناس.. ولا تتبع الهوى فتقفز إلي مجهول.
لن أذكرك بالمؤامرة التي تحاك ضد الأمة المغلوبة فنتائجها جلية لا تحتاج إلي بيان، ومما يضحك منها ويبكي في آن واحد هو أن تري هذه الأيام بعض المحسوبين علي الدعوة المشار إليهم في حركات الإصلاح يتصدرون مواكب التشجيع في المجالس وعلى هذا الفضاء ويزاحمون الأطفال والمراهقين أمام الشاشات ويهتفون قبلهم ويقفزون كما يقفزون ، إنها القابلية للمخطط التآمري لم يعد يسلم منها أحد وإن علا ..نعوذ بالله من قضية لا أبا حسن لها .
وقديما قال أستاذنا جمال وهو يمهد لمحاضرة عن الغزو الفكري:”إن الحضارة الغربية حضارة مهيمنة ومتغطرسة ولكن هيمنتها وغطرستها لا تعنيان الانصياع وراءها ..فنحن بحاجة إلي ترتيب الأولويات في فكرنا على أساس البدء بالسؤال :على أية أرض نقف؟…”
هو كذلك لا بد أن نعرف من نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف سنصل ؟وما العدة ؟ ثم ننطلق بإيمان وبينة ..وسيكتب النصر يقينا ويومئذ يفرح المومنون بنصر الله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى